التوبه الكاذبه وسوء الخاتمه

كان لى صديق مسرف على نفسه ثم تاب وكنت أراه كثير العباده والتهجد ففقدته اياماً فقيل لى:هو مريض

فأتيت إلى داره فوجدته فى وسط الدار وهو مضطجع على فراشه, وقد اسود وجهه , وأزرفت عيناه

وغلظت شفتاه, فقلت له وانا خائف منه يا أخى اكثر من قول "لا إله إلا الله" ففتح عينيه ونظر إلي شزرا وغشى عليه

فقلت له ثانيا يا أخى اكثر من قول "لا إله إلا الله" ثم ثالثا ففتح عينيه وقال:هذه الكلمه قد حيل بينى وبينها فقلت :لاحول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم يا أخى اين تلك الصيام و الصلاه و التهجد و القيام

فقال:كان ذلك لغير الله وكانت توبتى كاذبه إنما كنت أفعل ذلك ليقال عنى و أذكر به و كنت افعل ذلك رياء الناس, فإذا خلوت إلى نفسى أغلقت الباب وشربت الخمور وبارزت ربى بالمعاصى ودمت على ذلك مده فأصابنى المرض و أشرفت على الهلاك فأخذت المصحف وقلت:اللهم بحق هذا القرأن العظيم إلا ما شفيتنى و أنا لا أعود إلى ذنب أبدا ففرج الله عنى فلما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من اللهو و اللذات وأنسانى الشيطان العهد الذى كان بينى و بين ربى فبقيت على ذلك مده من الزمان فمرضت مرضاً أشرفت فيه على الموت , فأمرت أهلى فأخرجونى إلى وسط الدار على عادتى ثم دعوت بالمصحف فقرأت فيه ثم رفعته وقلت :اللهم بحرمة ما فى هذا المصحف الكريم من كلامك إلا ما فرجت عنى فأستجاب الله منى و فرج عنى ثم عدت إلى ما كنت عليه من اللهو فوقعت فى هذا المرض فأمرت أهلى فأخرجونى إلى وسط الدار كما ترانى ثم أخذت المصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لى حرف واحد فعلمت ان الله سبحانه وتعالى قد غضب علي فرفعت رأسى إلى السماء وقلت:اللهم بحرمه هذا المصحف إلا ما فرجت عنى يا جبار الأرض و السماء فسمعت كأن هاتفا يقول

تتوب عن الذنوب إذا مرضتا وترجع للذنوب إذا برئتا

فكم من كربة نجاك منها وكم كشف البلاء إذا بليتا

أم تخشى بأن تأتى المنايا وأنت على الخطايا قد دهيتا

فوالله ما خرجت من عنده إلا وعينى تسكب العبرات فما وصلت إلى الباب إلا وقيل لى :أنه قد مات

"اللهم إنا نعوذ بك من سوء الخاتمه و أرزقنا حسنها"

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه