(غراب فى السماء) قصه قصيره من تأليفى

لم يكن ليتوقع أن كل ذلك سيحدث فى نفس اليوم الذى ينتظره منذ سنين!!!!

أشرقت الشمس كعادتها لتضئ الدنيا بنورها وتوقظ النائم كى يبدأ يومه الحافل وحياته الناشطه، وككل آخر يوم فى الشهر قام "فريد" من نومه مبكراً عن المعتاد... لا نستطيع الجزم بأنه قام من نومه، لأنه لم ينم أصلا.. كان عقله شارداً فى أمر آخر..

ماذا سيفعل اليوم؟؟؟!

قام "فريد" من على فراشه مسرعاً نحو الروزنامه المعلقة... وتأمل ورقة اليوم... إنها الثلاثون من ديسمبر... وأخيرً سيستلم راتبه السنوى... لقد انتظر هذا اليوم منذ أربع سنوات، وهو يحلم باستلام ذلك الراتب ....

وكان كل آخر شهر حين ينظر إلي تلك الروزنامه بينما يزيل ورقة أمس يقول:"متى تنتهى هذه السنة؟؟"

كان من الصعب عليه فعلاً أن يعمل لمدة أربع سنوات دون راتب يذكر.. مع أن الطعام والشراب والمسكن على حساب الشركة التى يعمل فيها!

كأي أب يحلم "فريد" بالعوده إلي وطنه بعد الغربه ليرى زوجته وأطفاله الصغار.. كان صوتهم وهم ينادونه لم يفارق أذنيه قط.. هم بجواره دائماً...

بعد نظرة طويلة علي الروزنامة تذكر خلالها "فريد" كل تلك الأيام التى مضت ببطء وتعب في نفس الوقت وهو يقول لنفسه:"هانت... بقي فقط ثلاث ساعات... ويتحول الحلم إلى حقيقه.."

ترك "فريد" الروزنامه بصعوبة حتى كادت عينيه تثقبها،ثم توضأ وصلى وتناول إفطاره وذهب ليرتدى ملابسه التى كان قد أعدها منذ الأمس...



سارت قدميه بسرعه وهو يتجه نحو مكتب الصرَّاف...

نظر إليه الصراف بابتسامه وهو يقول:"مبارك يا "فريد"... لقد انتظرت هذه اللحظه طويلاً..."

بادله "فريد" الإبتسامه ، ثم أخذ النقود وغادر..

كانت النقود أخيراً أمام عينيه، لم يصدق نفسه وقتها.. لكن في النهايه أدرك فعلاً أنها حصيلة ما عمله لمدة أربع سنوات...

مشى "فريد" في الطريق وهو يمسك بحقيبة النقود بحرص شديد وهو يخبئ نفسه داخل معطفه عندما هبت رياح قوية، كادت تفقده توازنه...

ثم حلق فوقه غراب قاتم السواد مُصدراً صوتاً مزعجاً...

كان "فريد" يؤمن بأن من يرى الغراب كأنه ينذره بالشؤم، لكن عندما رآه هذه المرة ابتسم بمرارة وهو يفكر كم كان أحمق... فها هو الآن فى أسعد لحظات حياته... فكيف يكون الغراب مشئوم إذن؟؟!!!

استمر "فريد" بالسير نحو بيته وقد تزايدت الرياح حتي جعلته يستتر خلف عمود هرباً من قوة تلك العاصفة الهوجاء...

نظر إلي يديه وهما تحملان حقيبة النقود...كانت عينيه تشعان بريقاً دافئاً بالرغم من ذلك الجو العاصف.. وأخذ يفكرفيما سيفعله بالنقود...

ومن خلفه جاءت نوبة مركزة من الهواء دفعت "فريد" إلي الأمام حتي فقد السيطرة علي يديه ولم يلحظ حينما تفككت يداه من حول الحقيبة لتنتشلها الرياح إلي حيث لا يدري...

صرخ فريد بتعب وحرقة... لم يستطع اللحاق بحقيبة آماله التي رآها تبتعد أمام عينيه... تلاشت أحلامه كلها في الهواء!!!

حينها جلس فريد بجوار العمود وأخذ يندب حظه الأسود مثل لون الغراب!!!

وعاوده ذلك التفكير، بأن الغراب هو السبب في ذلك..إن الغراب وجه شؤم علي من يراه!!!

وبعد عدة دقائق هدأت خلالها تلك العاصفة، قام"فريد" متجهاً إلي بيته كما جاء...

وفي طريقه كان لازال يفكر بما حدث له...

وبينما هو يفعل ، إذ رأت عينيه شيئاً أسود بجوار حائط منهار..

ظن عينيه تخدعانه.. فذلك الشئ كان يشبه إلي حد كبير حقيبة نقوده... جرى إليها وكله أمل في أن تكون هي ما يريد..

وعندما وصل ولمست يداه ذلك الشئ الأسود..

علم حينها أن تلك الفكرة الراسخة في ذهنه منذ زمن عن مدى شؤم الغراب، كل ذلك ماهو إلا أوهام...خرافات... لايوجد لها صحة ولن يوجد..

فها هى الحقيبة تعاود الرقود بين يدي فريد من جديد!!!

***

تمت بحمد الله

[/b]

جميله جدا جدا جدا فوق الرائعه يادعاء
وذات مغزى جميل اوى
لا اساس للتشاؤم

ايه يا عم الكلام الكبير ده
ما شاء الله يا دعاء الكروان
قصه جميله جدا

ميرسى ليكو ويا رب الكل يعمل بيها