حاجه تقهر

زويل والبرادعي وفاروق الباز ومجدي يعقوب ويحيي المشد، أسماء لعلماء مصريين اجبروا العالم علي احترامهم ولكنهم في النهاية عقول وطنية بصناعة غربية أي باختصار هؤلاء هجروا مصر هربا من الانهيار والسوء الذي يواجه البحث العلمي وبرعوا في الخارج حيث هناك واقع افضل للبحث العلمي. الامر لم يقتصر علي هؤلاء فقط ولكن هناك عشرات الآلاف من العلماء والباحثين والخبرات المصرية هاجروا للخارج فحسب آخر احصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء،

أكدت ان عدد المصريين المتميزين في الخارج يبلغ 824 ألفا وهم من العلماء والخبرات والكفاءات ورجال الاعمال في الولايات المتحدة الامريكية وحدها 47 مصريا يحملون درجات اقلها الماجستير في طب الجراحة وجراحة القلب و3 في الطب النووي و10 في مجال العلاج بالاشعاعات و19 في طب المناعة و36 في علوم السموم.. أي 115 في مجال الطب وهناك ايضا 197 في مجتمع الهندسة منهم 42 في مجال المؤثرات الميكانيكية و301 في تخطيط المدن والكباري و52 في الهندسة الالكترونية و20 في الهندسة النووية و38 في أشعة الليزر و14 في تكنولوجيا الاسلحة، كما يوجد 92 عالما في مجتمع الفيزياء الذرية وكيمياء البوليمرات والفلك وعلوم الفضاء كما يوجد 24 في مجال الزراعة و86 في العلوم الانسانية.

اجمالي الكفاءات والعقول المتميزة المهاجرة ايضا يوردها جهاز الاحصاء بـ 318 ألفا في الولايات المتحدة و10 آلاف في كندا و70 ألفا في استراليا و35 في بريطانيا و36 ألفا في فرنسا و25 ألفا في المانيا و14 ألفا في سويسرا و40 ألفا في هولندا و14 ألفا في النمسا و90 ألفا في ايطاليا و12 ألفا في اسبانيا و60 ألفا في اليونان.

وطبقا لآخر دراسة اجرتها اكاديمية البحث العلمي عام 2006 فقد هاجر من مصر اكثر من مليون علام بينهم 620 عالما في علوم نادرة منهم 94 عالما متميز في الهندسة النووية و26 في الفيزياء الذرية و72 في استخدامات الليزر و93 في الاليكترونيات والميكرو بروسيسور و48 في كيمياء البوليمرات، اضافة الي 25 في علوم الفلك والفضاء و22 في علوم الجيولوجيا وعلوم الارض بخلاف 240 عالما في تخصصات نادرة.

فالمناخ السيئ للبحث العلمي في مصر هو المسئول عن هروب آلاف العلماء للخارج وهذا ما اكدته دراسة حديثة صادرة عن جامعة الدول العربية تشير الي ان 54% من الطلاب المصريين الذين يدرسون في الخارج لا يعودون الي بلدهم وان 34% من الاطباء الاكفاء في بريطانيا من العرب منهم 10% مصريين كما ان هناك 75% من الكفاءات العربية موجودة في ثلاث دول هي امريكا وبريطانيا وكندا 35% بينهم مصريون.

واقع البحث العلمي المهمل والمتدني الميزانية تؤكده الدراسة الصادرة عن مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية ان مستوي الانفاق علي البحث العلمي ضعيف للغاية في كل الدول العربية ومن بينها مصر، مقارنة بباقي دول العالم في حين يبلغ ذلك في اسرائيل ما نسبته 2،6% من الموازنة السنوية وفي امريكا تنفق 3،6% اما في مصر لا تتجاوز الميزانية 0،02% من الموازنة العامة.

هروب العملاء للخارج نتج عنه خسارة مادية تصل إلي 50 مليار دولار في مصر وهذا ما اكده التقرير الصادر عن الجامعة العربية في فبراير 2005 حيث ان العالم العربي خسر 200 مليار دولار بسبب هجرة الكفاءات العلمية وان نصيب مصر من تلك الخسارة تجاوز 50 مليار دولار، واشار التقرير ايضا الي ان اليونسكو نبهت في تقريرها العلمي ان الدول العربية هي المستفيد الاكبر من احتضان اكثر من 540 ألف عربي وفي مقدمة الدول المستفيدة إسرائيل.

وبعيدا عن واقع الارقام فقد تزامن الحديث حول اعادة احياء البرنامج النووي المصري مع مطالب برلمانية متزايدة بضرورة الاستفادة من العلماء المصريين المهاجرين، وهو ما اجبر الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي ان يضع خطة لاستعاده هؤلاء العلماء وقال امام لجنة الصناعة بمجلس الشعب انه سيتم نسف الروتين في التعامل مع الطيور المهاجرة من العلماء و الذين يقدر عددهم بـ 120 عالماً في الهندسة والفيزياء النووية وانه سيطلب من الاتحاد الأوروبي التدخل لاعادة علماء الطاقة النووية المصريين الذين هاجروا وحصلوا علي الجنسيات الاوروبية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل سيضحي هؤلاء العلماء بمستقبلهم العلمي ويعودون الي مصر؟ وهل يستطيعون التعايش مع طبيعة البحث العلمي في مصر.


نواب مجلس الشعب انفسهم حاولوا الاجابة عن هذا التساؤل واكدوا في نفس الاجتماع ان العلماء انفسهم سيرفضون العودة لمصر خاصة في ظل ضآلة الميزانية المخصصة للبحث العلمي والتي تهدد مستقبل العلماء الموجودين الآن في مصر وعقد النواب مقارنة بين ميزانية البحث العلمي في إسرائيل والتي تصل الي 13 مليار دولار بينما في مصر 300 مليون جنيه فقط وانتهوا من الاجتماع بضرورة وضع خطة متكاملة لاستعاده العلماء مع رفع ميزانية البحث العلمي.

وحسب رواية الدكتور محمد أبوالغار ـ الاستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة ـ فهناك أزمة واضحة في تمويل البحث العلمي في مصر حيث لا تتوفر ميزانيات كافية لاجراء البحوث العلمية المتطورة وكذلك ليس هناك مكافآت بالقدر الكافي للباحثين وأساتذه الجامعة وهذا المناخ للبحث العلمي ادي لهروب الكفاءات المصرية باحلامهم وطموحاتهم للخارج.

واضاف ابوالغار: إنني قمت باعداد دراسة بعنوان البحث العلمي في مصر.. اين نقف الآن؟ انتهيت فيها الي ان ميزانية البحث العلمي في مصر 0،02% أي 300 مليون جنيه وفي امريكا 2،6% أي 122،5 مليار دولار وفي دول أوروبا 1،97% أي 72،8 مليار دولار وفي اليابان 2،78% أي 44،6 مليار دولار.

واوضح ابوالغار اسباب انهيار الجامعة والمراكز البحثية الي العدوان علي استقلال الجامعة وإدارة بعض الجامعات والمراكز البحثية بمسئولين ليسوا علي مستوي الكفاءة وايضا السيطرة الكاملة و المركزية الشديدة التي تضع قدرات البحث العلمي في يد مدير سياسي همه في معظم الاحيان الصعود السياسي وليس رفع شأن العلم، هذا بالاضافة الي انهيار القيم والجدية عند بعض اعضاء هيئة التدريس بسبب تدني مستوي المعيشة وانعدام المنافسة العلمية.

الدكتور عبدالسلام نوير ـ أستاذ العلوم السياسية ـ اكد انه شارك مع بعض الاساتذة في مركز بحوث الدول النامية في اعداد دراسة انتهت الي ان الخسائر التي منيت بها مصر في عقد السبعينات وصلت الي 4 مليارات جنيه وان الدول الغربية هي الرابح الاكبر والخسائر الآن وصلت الي 50 مليار جنيه وان في الحين الذي تخسر فيه مصر من هجرة العقول فإن اسرائيل تستفيد من هذه الظاهرة.

واشار نوير الي ان الطلاب المبعوثين الذين ترسلهم الجامعات والمراكز البحثية هم القنوات الرئيسية للهجرة، حيث يقدر عدد من تخلف منذ عام 1975 وحتي التسعينات بحوالي 1950 مبعوثا بنسبة 22% من مجموع المبعوثين وتركز معظمهم في امريكا وكندا وفرنسا وبريطانيا وكانوا من المتخصصين في الهندسة والطب والابحاث الزراعية وخلال تلك الفترة لم يعد الي مصر 70% من مبعوثيها.

ويطرح الدكتور سالم عطية ـ أستاذ الكيمياء الحيوية ـ سببا آخر لهجرة العلماء وهو مستوي الابحاث المتقدم في الغرب حيث يكلف المبعوث في مصر ببحث في قضية علمية لا تفيد مصر كثيرا فلا يجد بعد حصوله علي رسالته سوي العمل في الخارج وعدم العودة لبلاده ومشيرا الي ان الهجرة من مصر زادت بعد هزيمة 1967 بشكل واضح وان فتح ابواب الهجرة علي مصاريعها كان بمثابة اعتراف بفشل النظام الذي وعد الجميع بالوفاء والعدالة.

ويري الدكتورسعيد أحمد ـ استاذ علم لاجتماع ان غياب الواسطة والمحسوبية والمنافسة غير الشرعية احد العوامل الاساسية والرئيسية لنجاح المصريين في الغرب وهو بالتأكيد عكس ما هو موجود بمصر حيث يسطو الاساتذة الكبار علي ابحاث ودراسات صغار الباحثين هذا بالاضافة الي حالة الفوضي في البحث العلمي

فعلا حاجة تقهر
على فكرة مش بس اللى برة دة كمان اللى جوة من علماء و باحثين مقهورين

و اسال اى حد ناوى تعمل ايه لما تتخرج من كليه الهندسة
هيرد كلمة واحدة مفيش غيرها :: ----> خالع على برة