1. ما هي \"رسالة عمّان\"؟
بدأت \"رسالة عمّان\" كبيان صريح ومفصّل، أصدره في رمضان عام 1425هـ /تشرين الثاني (نوفمبر) 2004م، في عمّان، الأردن، صاحبُ الجلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ومجموعة من كبار علماء الأردن. وقد وصف البيان ما هو من الإسلام، وما ليس من الإسلام، وأيّ الأعمال تمثل الإسلام، وأيـّها لا تمثله. وكان هدفه أن يوضح للعالم الحديث حقيقة الإسلام، والإسلام الحقيقي. وهو رسالةٌ قِوامُها الإخلاص لله، وحبّ الجار، والنيّة الحسنة، والاعتدال، والسلام.
2. ما هي المحاور الثلاثة لرسالة عمّان؟
من أجل إضفاء سلطة دينية أكبر على \"رسالة عمّان\"، ولإيجاد حلّ للمشكلة الجذرية المتمثـلة في سوء التفسير في الإسلام، بعث جـلالة الملك عبدالله الثاني، في عام 2005م، بالأسئلة الثلاثة الأساسية الهامة، التالية، إلى 24 من علماء الدين من ذوي المكانة العالية المتميّزة، من جميع أنحاء العالم، يمثلون جميع المذاهب والمدارس الفكرية في الإسلام:
تعريف مَنْ هو المسلم.
وهل يجوز التكفير؟
ومَنْ له الحق في أن يتصدّى للإفتاء؟
واستناداً إلى الفتاوى التي أصدرها هؤلاء العلماء الكبار (الذين كان من بينهم شيخ الأزهر؛ وآية الله السيستاني؛ والشيخ يوسف القرضاوي)، دعا جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، في تموز (يوليو) 2005م، إلى عقد مؤتمر إسلامي دولي شارك فيه 200 من العلماء المسلمين البارزين من 50 بلداً. وفي عمّان، أصدر العلماء بالإجماع أحكاماً في ثلاث قضايا رئيسية (غدت تعرف فيما بعد بـِ \"محاور رسالة عمّان الثلاثة\")، وهي:
لقد اعترفوا بصورة محددة بأن كل من يتبع أحدالمذاهب الثمانية: من مذاهب أهل السنة ، والمذهب الشيعي، والمذهب الإباضي، فهو مسلم؛ وكذلك أصحاب العقيدة التقليدية (الأشعرية والماتريدية)، ومن يمارس التصوف، وأصحاب الفكر السلفي الصحيح.
وبناء على هذا التعريف للمسلم قالوا إنه لا يجوز تكفير أي فئة من المسلمين.
واستناداً إلى ما تحدده المذاهب، وضعوا الشروط الموضوعية والمؤهلات الشخصية المطلوبة في مَنْ يتصدى للإفتاء، مما أدّى إلى كشف وتعرية الفتاوى التي تصدر عن جهل، والفتاوى غير الشرعية، التي تصدر باسم الإسلام.
وقد جرى تبنّي هذه المحاور الثلاثة بالإجماع من قبل القيادات الزمنية والدينية في القمة التي عقدت بدعوة من منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة في كانون الأول (ديسمبر) عام 2005م. وعلى مدى عام من تموز (يوليو) 2005م إلى تموز (يوليو) 2006م، تم تبنّي المحاور الثلاثة بالإجماع أيضاً في ستة مؤتمرات إسلامية عالمية أخرى، كان آخرها مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي العالمي، ومقرّه جدّة، (وهو الهيئة الفقهية الرئيسية في العالم الإسلامي)، الذي عقد في عمّان في تموز (يوليو) 2006م. وفي المجموع، فإن ما يزيد على 500 عالم إسلامي بارز من مختلف أرجاء العالم – كما يظهر في الموقع الإلكتروني
www.ammanmessage.com - وافقوا بالإجماع على رسالة عمّان ومحاورها الثلاثة.
3. ما هي أهمية هذا؟
إن التوافق الإسلامي العالمي الذي وقّعه العلماء حول \"رسالة عمّان\" ومحاورها الثلاثة بالغ الأهمية لأنه يصل مرتبة إجماعٍ تاريخي ديني وسياسي عالمي من أمة الإسلام في أيامنا هذه، وتعزيزٍ لصورة الإسلام التقليدي الحنيف. وأهمية هذا تتجلّى في : (1) أن هذه هي المرّة الأولى منذ ما يزيد على ألف عام التي تتوصل فيها الأمة رسمياً وبصورة مُحدّدة إلى مثل هذا الاعتراف التعددي المتبادل بين المذاهب. (2) وأن مثل هذا الاعتراف ملزم قانونياً ودينياً للمسلمين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: \" إن أمتي لن تجتمع على ضلالة\" (ابن ماجة، السنن، كتاب الفتن، حديث رقم 4085). (3) وأنه يتصدّى لواحدة من أدقّ وأهمّ المشكلات التي تواجه المسلمين اليوم: الافتقار إلى الاتفاق على ما يكوّن الإسلام، ومن ثمّ الافتقار إلى الاتفاق على مَنْ هو المسلم، وما الذي يعتبر \" إسلامياً\" فعلاً.
4. هل يمثّل محتوى \"رسالة عمّان\" شيئاً جديداً في الإسلام؟
لا. فليس هناك جديد بصورة أساسية في \"رسالة عمّان\". ومن المستحيل أن يكون هناك أي شيء جديد فيها؛ كما أنها ليست بحاجة إلى ذلك حتى تُعْتبر أصيلة حقيقية، ذلك أن الإسلام دين أوحى به الله تعالى، وهو غير قابل للتغيير من قبل بني البشر. و\"رسالة عمّان\" هي مجردّ إعادة تأكيد للمبادئ المعروفة الشائعة للإسلام التقليدي الحنيف، \"المعتدل\"، وبلورة واضحة لها- بجميع مذاهب الإسلام التقليدية وفقهه: الإسلام الذي تنتمي إليه الغالبية العظمى الكبيرة العدد من مسلمي العالم، الذين يبلغ تعدادهم 4, 1 بليون مسلم.
5. ما علاقة \"عمّان\" بـ \"الرسالة\" ؟
ليس هناك أي علاقة. فاسم عمّان ورد لأن الرسالة أُطلقت بدايةً في الأردن من قبل جلالة الملك وعلماء الأردن. والرسالة رسالة عالمية تنتمي إلى العالم الإسلامي بمُجمله، كما شهدنا من القبول الذي حظيت به لدى المراجع الإسلامية من جميع المذاهب والمدارس الفكرية في الإسلام، ومن إقرارها من قبل المسلمين من كل البلدان الإسلامية، والتجمّعات الإسلامية الرئيسية في العالم.
6. هل ستحلّ جميع مشكلات الإسلام؟ هل ستساعد في هذا؟
لا. فرسالة عمّان لن تحلّ جميع مشكلات الإسلام: فليس هناك دين خِالٍ من المشكلات على الساحة العالمية، وخاصة في العصر الحديث. وقد ورد في مجلة الإيكونوميست (عدد28 حزيران/ يونيو، 2007):
يمكن القول إن أيـّاً من المسلمين الذين يُجنّدون في العنف الجهادي، أو في الأشكال الحادّة للإسلام السياسي، غير عابئ بتلك الفروق والمعلومات الدقيقة في العلوم الفقهية، أو هو جاهل بها؛ وهذا يجعل هذه الفئة هدفاً سهلاً للفتاوى التي يصدرها \"الهواة\" الذين لا يملكون أدواتها، ولكن، كما بيّن الباحث الفرنسي أوليفييه روي، فإن هذا ليس معناه أن يقوم أفراد هذه الفئة بتغيير مفاهيمهم، عندما تتاح لهم الفرصة للاستماع إلى مقولات دينية صحيحة رفيعة المستوى. ففي حالات كثيرة يتكون لديهم بغض عام لفكرة العِلْم الفقهي المفصّل المدروس.
ومع ذلك، وبمشيئة الله، فإن ما يمكن أن يقدمه نشرُ الوعي الصحيح حول \"رسالة عمـّان\" و\"محـاورها الثـلاثة\"، وتفهّـم مـا ورد فيها، والتثقيـف بهـا، هـو الحـيلولـة دون تـأثر 99, 99 ٪ من المسلـمين بالفتاوى غير الشرعية والانزلاق نحو التكفير والإرهاب، كردّ فعل غريزيّ على الفقر والظلم والأخطاء في السياسة الخارجية الغربية. وفي هذا يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
{ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (المائدة:
وأخيراً، فإن الوعي الصحيح الملائم بـ \"رسالة عمّان\" يمكن أن يتجلّى أيضاً بكشف الآراء غير الشرعية للأصوليين المتطرفين والإرهابيين، من وجهة نظر الإسلام الحقيقي، ويساعد في منع الدعوات الصادرة في الغرب لإثارة مشاعر العداء ضد المسلمين باعتبارهم مسلمين. وكما أعلن جورج يو، وزير خارجية سنغافورة، في الدورة الستين للجمعية العامة للأمم المتحدة (عن \"رسالة عمّان\"): \"ودون هذا التوضيح، فإن خوض الحرب ضد الإرهاب سيكون أكثر صعوبة\". وهكذا، فهي يمكن أن تساعد على منع حدوث نزاع أوسع بين ما يزيد على 55٪ من سكان العالم: حوالي 2.1 بليون مسيحي و 1.4 بليون مسلم...
7. ما الذي يمكن أن تعنيه فيما يتصل بعلاقات الإسلام مع غير المسلمين؟
إن مبادرة \"رسالة عمّان\" تعتبر أخباراً طيبة لا للمسلمين فحسب، الذين توفر لهم قاعدة للوحدة وحلاً للتنازع فيما بينهم، بل لجميع غير المسلمين أيضاً. لأنه في الحفاظ على المبادئ الرئيسية، والنصوص، والمنهجيات القانونية في الإسلام، فإن \"رسالة عمّان\" تعني بالضرورة الحفاظ على الضوابط ووسائل الرقابة الداخلية في الإسلام التقليدي. وبهذا تضمن وجود حلول إسلامية متوازنة للقضايا الرئيسية مثل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحرية الأديان، والجهاد المقبول شرعاً؛ والمواطنة الصالحة للمسلمين في البلدان غير الإسلامية، والحكومة العادلة الديمقراطية، وكلها قضايا تعتبر أساسية للسلام والتناغم في العالم.
8. ما هي الخطوة التالية؟
حتى لا تظل \"رسالة عمّان\" مجرد اتفاق تاريخي على مبادئ أساسية، فإن هناك خطوات مختلفة يجري اتخاذها بوسائل عملية ومؤسسية، من مثل:
المعاهدات ما بين المسلمين.
التشريعات الوطنية والعالمية التي تستفيد من المحاور الثلاثة لرسالة عمّان لتعريف الإسلام وعدم إجازة التكفير.
الاستفادة من النشر ووسائل الإعلام المتعددة في مختلف مناحيها لنشر رسالة عمّان.
إدخال تدريس رسالة عمّان في المناهج المدرسية والمواد الدراسية الجامعية في أنحاء العالم.
جعل رسالة عمّان جزءًا من برنامج التدريب لأئمة المساجد وتضمينها في خطبهم ودروسهم الدينية.
9. ما الذي تستطيع عمله؟
كائناً من تكون، وحيثما تعيش، يمكنك المساعدة بإضافة صوتك إلى هذا التوافق الإسلامي العالمي التاريخي الفريد. قم بزيارة الموقع الإلكتروني
www.ammanmessage.com حيث يمكنك أن تقرأ المزيد عن \"رسالة عمّان\"، وحيث تجد العديد من الوثائق والروابط المفيدة. وتحت الزر الذي يقول: اضغط هنا لتأييد رسالة عمّان (أو على البوب أب ‘pop-up’الأوتوماتيكي)، يمكنك إضافة اسمك إلى قائمة الذين أيّدوا، على مستوىً عالمي، المحاور الثلاثة، ودعموها. إن تفهّمك لما ورد في \"رسالة عمّان\" هو هدف هام في حدّ ذاته، وتأييدك لــِ \"رسالة عمّان\" هو إحدى الوسائل التي يمكن أن تسهم بها تجاه إحلال السلام في العالم.
نأمل من الله الفائدة لعموم المسلمين