عدد الرسائل : 238 العمر : 34 البلد : بورسعيد العمل/الترفيه : طالبه الهواية / الاهتمامات : التمثيل الشعبية بين الاعضاء : 4 النشاط : 11998 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
موضوع: مقال.مازال بامكان اسرئيل وفلسطين تحقيق السلام السبت 27 سبتمبر 2008, 11:42 pm
أطفال فلسطين الذين بدؤوا دراستهم أثناء التوقيع على اتفاق أوسلو في 1993 أصبحوا الآن شبانا، ولـم يعرفوا يوما من الحرية الحقيقية أو سلامة حقيقية لأرواحهم. لقد قدم أوسلو السلام وفق جدول زمني، فيما نفقت الحرية على مراحل وتحطم وعد (أوسلو) عبر زيادة البناء الاستيطاني الإسرائيلي، والقيود على حرية حركة الفلسطينيين، وبالتوازي مع مقاومة عنيفة للاحتلال من بعض الفلسطينيين.
إن العملية التي بدأها الرئيس الأميركي جورج بوش في "انابوليس" في العام الـماضي تعطي فرصة أخرى للوصول إلى سلام دائم، وإن التاريخ لن يحكم علينا بلطف إذا أضعنا هذه الفرصة.
ما زلت مؤمنا بأننا نستطيع تحقيق سلام عادل بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، يعيشان في دولتين مستقلتين، لكن إذا لـم ننجح، وننجح قريبا، فإن معالـم الجدل تصبح عرضة للتحول على نحو دراماتيكي؛ إذ إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي الـمتواصل وضم الأراضي في الضفة الغربية يجعل الفصل الـمادي بين شعبينا مستحيلا على نحو متزايد؛ فعدد الـمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية نما بنسبة 85% بعد توقيع اتفاق أوسلو.
إننا قلقون على حريتنا وبالتالي فإن السلام الجزئي كما يقترحه محاورونا الحاليون، لا يشكل الطريق السليم للتقدم إلى الأمام، فالحرية الـمجتزأة تشكل تناقضا مع جوهر الـمعنى، فإما أن يعيش الفلسطينيون بحرية، أو يواصلوا العيش تحت نير الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
نريد لأطفالنا أن يعيشوا بالأمل وفرصة تحقيق طموحاتهم، وبالتالي فإن حقيقة حياتنا اليومية تسوء، إننا محاطون بجدران ونعيش بمعازل في أرضنا، تذكر "بالبانتوستانات" في جنوب إفريقيا، وتسجننا إسرائيل بطرق فصل والتفافية.
ويصر قادة إسرائيل على أن القدس لا يمكن أن تقسم ماديا، أوافق، مع ذلك فإن السيادة على القدس يجب أن تقسم، فالـمدينة يمكن أن يتم التشارك فيها كعاصمة للدولتين ــ الشرقية لفلسطين والغربية لإسرائيل. وبينما لا توجد رغبة في تقسيم الـمدينة إلى قسمين، فان إسرائيل مع ذلك تقسم الـمدينة من خلال جدرانها وأنفاقها وقوانينها التي تميز على نحو عنصري بين الفلسطينيين الـمسلـمين والـمسيحيين والإسرائيليين اليهود، وتواصل إسرائيل إحاطة الـمدينة الـمقدسة بالـمستوطنات اليهودية التي تفصلها عن بقية الضفة الغربية الـمحتلة.
إننا نعي الـمصاعب التي يعانيها جيراننا الإسرائيليون، إذ انه يجب ألا يذهب طفل إسرائيلي للنوم وهو خائف، ومن الـمثير للدهشة والاستهجان انه بالرغم من أن إسرائيل تمتلك أقوى ترسانة عسكرية في الـمنطقة فإنها لا تستطيع ضمان امن شعبها. وبالتالي فان درس السنوات الـ 15 الـماضية يتلخص في ان سلاما عادلا هو وحده الذي يستطيع جلب الأمن الحقيقي لإسرائيل وفلسطين.
لقد آمنت منذ وقت طويل بأننا يجب أن نحل خلافاتنا على طاولة الـمفاوضات وليس في الـميدان، بيد أن هدف هذه الـمفاوضات يجب أن يكون اتفاقاً عادلاً وشاملاً وواضحاً، فالـمفاوضات يجب أن لا تكون غطاء للطرف الأقوى بأن يفرض إرادته.
وبعيدا عن الحصيلة الجزئية، فإننا نسعى إلى اتفاقية تنتج عنها دولتان قابلتان للحياة، وذات سيادة على أساس حدود 1967 ومن ضمنها القدس عاصمة للدولتين وحل عادل يحترم حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
إن ما يتم تجاهله غالباً هو الـمساومة التاريخية الكبيرة التي قمنا بها بقبول حل الدولتين وإقامة دولتنا في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فقط على 22% من مساحة وطننا التاريخي، ولا يمكن لأي قائد مسؤول أن يتخلى عن هذه الأرض الضيقة، وأن يتخلى عن مواردها الطبيعية، وأماكنها التاريخية ومناظرها الخلابة، ولا يمكن لأي قائد مسؤول أن يقبل بـ "خطة سلام" تعيد تغليف الاحتلال وتجعله دائما.
تقول إسرائيل إن هدفها هو دولتان تتعايشان بسلام، لكن هاتين الدولتين يجب أن تكونا دولتين حقيقيتين (ذات سيادة) ومستقلتين وقابلتين للحياة.
لا استطيع أن أخضع شعبي لدولة إسرائيلية و"لكانتون" فلسطيني، إذ انه لا يمكن أن تكون لدى إسرائيل السيطرة والسلام في آن، إذ لا يمكنها أن تستمر في بناء الـمستوطنات وعلى نحو دائم وغير قانوني في الضفة الغربية والقدس، ثم تحاجج بأنه يجب أن تحتفظ بالأرض بسبب حقائق قائمة على الأرض.
خلال زيارتها الأخيرة إلى الأراضي الـمقدسة، أشارت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى أن النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية لا تساعد عملية السلام، وقد أقرت إسرائيل بنفسها هذا في انابوليس، بتطبيق الـمرحلة الأولى من التزاماتها بخارطة الطريق ــ وبكلام آخر ــ تجميد استيطاني. وبالتالي فانه منذ انابوليس تضاعف السباق نحو البناء الاستيطاني الإسرائيلي.
يجب أن تتبدل عقلية إسرائيل الاحتلالية باتجاه الشراكة والسلام، ويجب أن تأتي "حماس" إلى الطاولة مع الرغبة بالانخراط في حوار وطني حقيقي على أساس البرنامج السياسي لـمنظمة التحرير الفلسطينية، فالإجماع الوطني الفلسطيني والوحدة الوطنية هما حاجة ملحة لشعبنا الـمتعطش للحرية.
كما أن مؤتمر "فتح" يجب أن يعقد قريباً، لإتاحة الـمجال لجيل جديد كي يتبوأ الـمسؤولية في الحركة الوطنية الفلسطينية.
إنني أتعهد بالتعاون الكامل خلال الأيام والأشهر القادمة، وإنني ممتن لجهود إدارة بوش في الـمساعدة على رعاية عملية السلام. ومرة أخرى أمد يدي للشعب الإسرائيلي وأحثهم وقادتهم على صنع خيار يضمن مستقبلا آمنا وزاهرا لكلا الشعبين.